ads980-90 after header
الإشهار 1

السلوك المفضي إلى العنف…. والإحساس بانعدام الأمن

الإشهار 2

السلوك المفضي إلى العنف…. والإحساس بانعدام الأمن

العرائش أنفو

نواجه في مدننا الحالية واقعًا يمكن تشبيهه بـ”غابات متوحشة”، كما يصفها ” إيف بيدرازيني”، الباحث في مختبر السوسيولوجيا الحضرية في مدينة لوزان السويسرية، حيث يشترك الناس من مختلف الطبقات والشرائح الاجتماعية في الإحساس بانعدام الأمن نتيجة تفشي ظاهرة العنف في الشارع العام. ويعتبر الباحث أن هذه الظاهرة تشكل مؤشرًا على تحول جذري في طبيعة المدن التي تشهد أنماطًا من العنف الاجتماعي نتيجة غياب الرقابة على الأفراد.

في مدينة القصر الكبير، حيث يفتقر الشارع العام إلى دوريات الأمن العمومي ، أصبح العنف سلوكًا سائدًا. يعكس ذلك استعراضًا للقوة الجسدية باعتباره وسيلة لإثبات الذات. ومن أبسط تجلياته العنف المتبادل بين الأشخاص، كما يتفشى استخدام الألفاظ البذيئة التي تفرض على الناس الانسحاب، لأن أخلاقهم تمنعهم من الاستماع إلى هذه الألفاظ، ناهيك عن الدخول في مواجهات خاسرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن قلة الرفق والليونة في المعاملة، واستخدام الكلام الجارح، يضطر العديد من الناس إلى تغيير طرقهم لتجنب المرور بمناطق قد تكون خطرة ومن بينها الحديقة العمومية لحي دار الدخان، والحديقة العمومية القريبة من محطة القطار، هذه الأماكن تتحول إلى أوكار يحتمي فيها بعض الأشخاص المشتبه بهم، سواء كانوا من مستهلكي المخدرات، مدمني الخمر، أو متعاطي الأقراص المهلوسة. كما أن هذه الأماكن قد تصبح ملاذًا للمبحوث عنهم، مما يضطر المارة والسكان لتجنب الدخول في مواجهة معهم خوفًا من التعرض للإهانات ، بل وحتى لمواقف قد تُجبرهم على الخضوع بالقوة.

هذه المشاهد تؤدي إلى شعور عام بغياب الأمن في المدينة، مما يترتب عنه تردي خطير في الوعي العام للمواطنين. وهنا، يجدر التنبيه إلى تنامي هذا السلوك التدريجي، والفتور الذي أصاب الأجهزة الأمنية في القيام بالمتعين .

مصطفى سيتل
باحث في العلوم الأمنية.

ads after content
الإشهار 3
شاهد أيضا
الإشهار 4
تعليقات الزوار
جاري التحميل ...
الإشهار 5