ads980-90 after header
الإشهار 1

فصل من رواية“رحلات بنكهة إنسانية” للكاتبة حورية فيهري_15

الإشهار 2

العرائش أنفو

فصل من رواية“رحلات بنكهة إنسانية” للكاتبة حورية فيهري_15

تواصل الأستاذة والكاتبة حورية فيهري نشر فصول من روايتها “رحلات بنكهة إنسانية” على موقع “العرائش أنفو” على حلقات يوميا. فصل آخر من رواية رحلات بنكهة إنسانية للكاتبة حورية فيهري قراءة ممتعة
15-

جزء آخر من روايتي رحلات بنكهة إنسانية

كان لروما وقع الشرارة التي أشعلت تلك الرغبة الجامحة في رصد تلك المواقف الإنسانية لتكون عبرة لحث الغافلين عن بعض المعاني الإنسانية السامية النبيلة لمنحها نصيبا من الاهتمام وهم سائرون بسبل الحياة، روما كانت الشعلة ومواصلاتها كانت اول قطرة،لكن مواصلات بلدان عدة لم تكن اقل منها في احتضان مواقف مؤثرة إنسانية ايضا،مواقف تغلبت فيها الرحمة والإنسانية بقلوب هؤلاء الإنسانيون والرأفة وقيم اخرى،فيما اندحرت الانانية والا مبالات والشر الكامن في بعض النفوس…تغلب حب الآخرين ومساعدتهم وتعاونهم والتضحية،فبزغت واشعت تلك الالى وسطعت لتضفي بريقها المستخرج من الاعماق
على الفضاء الإنساني المشرئب للخير والنيل. والشهامة وقيم اخرى
كالطائر الجريح انتفضت بقوة، وكتلك السفن التي تعطلت بوصلتها،بدأت تحوم حول نفسها ، اسود المكان بعينيها وهي تنظر نظرات زائغة، فيما كان الأخر يدور نصف دورة حول نفسه،مشي جدلي بينهما الآخر يقترب نحو الآخر ويعود ادراجه خائبا ،ازدادت حدة التوتر والارتباك والخوف ؛تصاعدت نوبات الهلع في فؤاديهما،لحظة سهو المت باحدهما بعدما أمعن النظر في جريدة بين يديه كانت كافية لتتعطل المراقبة لديه لهنيهة،هنيهة السهو تلك المت بالاخر عندما استرق نظرة لتذكرة قطار كانت بين يديه.. اختفى الفتى في لحظة كانت صادمة.تبادلا نظرات متسائلة….رميا ماكان ثمينا …بطائق ونقود وضعت بلا حراسة…لم تكن تتراءى أمام مقلتيهم سوى جحافل المسافرين المنتشرة بجميع الاتجاهات تسارعت خطى الجميع،لطالما أعجب أحدهما بحركة المسافرين كانت وكأنهم يشاهدون فسيفساء على إحدى الجداريات الاثرية،تلك الخطوط المشكلة لشبكة السكك الحديدية الشديدة التعقيد ،تمازجت حركات المسافرين في اتجاهات متعددة لتحدث بلبلة بعقلهما الباطن،وتزداد درجة توثرهما كلما تخيلا ما يمكن ان تؤول اليه الامور ان اقترب القطار منهما ودخل المحطة…لم يطل تخيلهما وهما يريان اضواءه تلمع من قريب….حاول احد المراقبين هناك ان يساعدهما ويحضر الصبي المختفي …لكن هيهات هيهات …خيل إليهما ان ساعة الحسم قد اذنت وانه لا محالة هالك .منظر العجلات الحديدية لم يكن ليرعبهما ،لكن هذه المرة كان يمثل كابوس حقيقيا …بدا ذاك الانين الخفي الذي كان يمنعه ذاك الحاجز من الأمل من البروز الى العلن.شرعا يحدثان نفسيهما وهم يخترقون تلك الجماعات المترامية بين جنبات رصيف المحطة الداخلي وهم يرسلون تلك النظرات التائهة الشاردة.وهما ينبسان ببضع كلمات لا تكاد تسمع….اضحى فانوس الامل يتضاءل نوره رويدا رويدا وهما يشاهدان المسافرين يصعدون القطار أفرادا وجماعات ….طيف زي ازرق كان يتراءى بين رموش عينيها عرق مفاجى…..دوار…وأحاسيس اخرى ما لبثت أن اندثرت لوهلة وصاحب الزي الازرق يمسك بيد الصبي ويسلمه لها ،رجل قسمات وجهه لو كان بامكانها السرد والحكي لسردت قصة حياة ولم لا قصة كفاح بالحياة……بهدوء استرسل يخبرها ببساطة انه وجد الصبي بغرفة صيانة القطارات لحق به عندما لحق الصبي بقطة لطيفة.!!!
انه تبرير مسل ،لكن لطالما كانت بدايات مسلية بداية معاناة الم شجن وأشياء أخرى…..
تلك الوزارة الزرقاء تراءت لها وهي تسيخ السمع وكأنها زهرة بيضاء بنقاء فؤاد العجوز الذي خط بلحظة وبين يديه فولاذ صلب وحديد وشجوم وزيوت وأشياء قاسية لحظات بنكهة إنسانية لن يستشعرها سوى تلك القلوب والإفادة التي ترنو إلى النبل والخير في سرها وعلانيتها،تلك النفوس الصافية المحبة الودود التي تأبى التجاهل في مواقف تبدو لوهلة في ظاهرها وكأنها تافهة غير ذات أهمية فطوبى لتلك النفوس النبيلة…وخسىت تلك القاسية الشريرة الانانية والتافهة فمرحبا به عجوزا ذو بذلة زرقاء بنادي الانسانيين .

يتبع …

ads after content
الإشهار 3
شاهد أيضا
الإشهار 4
تعليقات الزوار
جاري التحميل ...
الإشهار 5