ads980-90 after header
الإشهار 1

الطاهر بن جلون يكتب عن فرنسا التي هدها التعب

الإشهار 2

العرائش أنفو

الطاهر بن جلون يكتب عن فرنسا التي هدها التعب

أحمد رباص

في مقاله الأسبوعي المكتوب بلغة موليير والصادر قبل شهور، اختارالطاهر بن جلون التطرق لحالة التعب التي توجد عليها حاليا فرنسا. لهذا الغرض، تحدث الكاتب عن السترات الصفراء التي انضمت إليها أعداد من أفراد الطبقة الوسطى والطبقة الفقيرة. في نفس الإطار، أشار الكاتب إلى باريس المفتقدة للهدوءبسبب كثرة الأوراش في شوارعها وساحاتها العامة، وإلى الغلاء الفاحش الذي يئن تحت وطأته سكان العاصمة التي صارت من العواصم الأكثر غلاء..إلخ.للمزيد من التفاصيل المؤثثة للصورة التي رسمها الطاهر بنجلون، تعالوا معي لقراءة ما كتبه صاحب “ليلة القدر” في هذا الشأن.
في الآونة الأخيرة، فرنسا تمر من ظروف صعبة، خاصة على المستوى الأخلاقي والاقتصادي. قضية مرنتدي السترات الصفراء، الذين يحاولون بكل الوسائل زعزعة السلطة من مكانها، تعطي عن هذه البلاد صورة يسود فيها العنف على شرعية النظام، على مبادئ وقيم الديمقراطية. وقد أظهرت الأضرار الكبيرة الناتجة عن المخربين الذين تسللوا بين المتظاهرين أن سلطة الشرطة انهارت في بعض السبوت. ماكرون، وهو يطلق العديد من المناقشات عبر مختلف أنحاء البلاد، يحاول أن يلعب دور الحكم. لكن الانتقادات تهطل في كل مكان ويستمر عدد من السترات بالمطالبة برأسه، وباستقالته، بعبارة أخرى .
خلال هذه الفترة، مئات من المحلات التجارية الصغيرة أفلست، ووجد مستخدموها أنفسهم عاطلين عن العمل. المتاجر الكبرى حصنت واجهاتها ولم يعد الأمن مضمونا تماما.

نادرا ما فرنسا ما شاهدنا فرنسا موزعة بين يسار خافت، ويمين يلاقي صعوبة في إعادة تكيل ذاته، و يمين متطرف يتقوى. ستكون الانتخابات القادمة للبرلمان الأوروبي في مايو امتحانا للحكومة الحالية. استطلاعات الرأي تعطي التجمع الوطنية (مارين لوبين) وحركة “إلى الأمام” (MACRON) نفس الحظوظ .
من جهة أخرى، سكان باريس أوفياء لسمعتهم: غاضببون وغير طيبين؟.

هنا العنصرية. معاداة السامية تتجلى أكثر فأكثر. مقابر اليهود والمسلمين تم تدنيسها.
باريس أصبحت العاصمة الأغلى في العالم إلى جانب هونغ كونغ وجنيف. البنوك تغرق في السيولة النقدية التي تفرمل الاقتصاد (أكثر من 40 مليار أورو). الادخار الفرنسيون يدخرون أو يستثمرون في العقار؛ ما يجعل هذا القطاع يصاب بالجنون.

صديقي الذي لم يقم بزيارة فرنسا لمدة عشر سنوات جعلني ألاحظ أن البلاد فقدت قوتها وقدرتها على المنافسة. صحيح أن الخدمة على الطريقة الفرنسية سيئة، وخاصة في باريس. بالكاد يقع الترحيب بك في المطاعم. الناس مزاجها سيء. هم ليسوا راضين بأعمالهم. يعتقدون أنهم يستحقون الأفضل. عندما تحاول الالتحاق بالإدارة تجد نفسك أمام مسجل يدعوك للانصراف. الهاتف يرغمك على الانتظار لعشرات الدقائق ويضطرك للاستماع إلى الموسيقى الرهيبة ليطلب منك في الأخير إعادة المكالمة مرة أخرى لأن “جميع الوكلاء مشغولون”!

تتعاقد مقولات كبرى مع مقاولات صغيرة غالبا ما تعوزها الكفاءة. قال لي أحدهم “الفرنسيون لا يعملون، إنهم يتسيدون المهاجرين”.
منذ بضعة أشهر، غدت باريس ورشة جعلت حياة السكان جحيما (لايطاق). أطلقت العمدة آن هيدالغو، في الوقت نفسه ، أكثر من 260 ورشا في الشوارع والساحات الكبيرة في العاصمة. نتيجة لذلك، أصبحت حركة المرور صعبة للغاية. يتم تغيير (خطوط) الحافلات. تتضاعف الاختناقات المرورية وتتسبب في تلوث هائل.

لقد اضطرت المدارس إلى الإغلاق بسبب ركامات التلوث التي وصلت إلى حد خطير. الكل تقريبا يحتج. رئيسة البلدية لا تنصت إلى أي أحد مع أنها تتقدم لولاية أخرى. أصبحت باريس المدينة الأوروبية الأكثر قذارة، لدرجة أن جريدة أسبوعية كتبت مقالا بعنوان “باريس مدينة القمامة”. الفئران تتجول بكل حرية. يزداد عدد المسنين المصابين بالتهاب الشعب الهوائية الحاد (الموسيقي ميشيل ليجراند مات بسبب ذلك).

في باريس، حيث لا يوجد شيء يعمل بشكل طبيعي، تستمر السترات الصفراء في الالتقاء كل يوم سبت وتزعزع القليل من السلام الذي تتركه الأوراش التي لا حصر لها. منذ بضع سنوات، نشر فيليب سولير مقالًا بعنوان “فرنسا المتعفنة” (2007) حيث ندد بمجتمع مغلق بشكل متزايد على نفسه. اليوم يتحدث البعض عن حالة من التعب. إذن، هل فرنسا متعبة؟ ذلك أمر نسبي، فرنسا الأغنياء، الأغنياء جدا على أحسن ما يرام، حتى لو كانت تعبر عن سخطها من وقت لآخر. توجد الطبقة الوسطى والطبقة الفقيرة (8 ملايين فرنسي يعيشون تحت خط الفقر) في محنة، بعضهم انضم إلى السترات الصفراء.

الشعبوية على الطراز الإيطالي تهدد، واليمين المتطرف في تصاعد، وماكرون مستمر في طريقه دون الاستماع إلى مستشاريه. النقاشات على شاشة التلفزيون أصبحت أكثر عنفًا وابتذالًا. وصلت مبيعات أحدث رواية لميشيل هويلبيك إلى أكثر من 400000 نسخة، وهي رواية متزامنة تماما مع هذه الكآبة، مع هذه الرداءة التي تنتشر في كل مكان في مجتمع يستقر في كساد غير مسمى مع بعض ردود الفعل العنصرية وانعدام الوضوح.

من قبل، كان هناك مفكرون وفلاسفة مهدوا الطريق. كان هناك جان-بول سارتر، جان جينيه ، ميشيل فوكو، فرانسوا مورياك، جيل ديلوز، فيليكس غاتاري، إلخ. كان ستيفان هيسيل هو آخر من هز الحشود بكتيبه “اغضبوا”. بيع من كتيبه هذا أكثر من ثلاثة ملايين نسخة. هذا الكتاب، الصرخة ، كان حافزا لتحصيل الوعي. استنكاره لسياسة الاحتلال الإسرائيلي في هذا النص عرضه لانتقادات حادة، بل في إدراجه ضمن القائمة السوداء من قبل بعض النشطاء المؤيدين لإسرائيل.

ads after content
الإشهار 3
شاهد أيضا
الإشهار 4
تعليقات الزوار
جاري التحميل ...
الإشهار 5